السّـيرن لن يحتضن المُعجل التّصادمي العملاق القادم
السّـيرن لن يحتضن المُعجل التّصادمي العملاق القادم
قبل البدئ بالموضوع نعطيكم نبذة مختصرة عن المعجلات
معجل الجسيم هو جهاز يستخدم المجالات الكهربائية لتعجيل جسيمات الشحنات الكهربائية إلى سرعات عالية ولتحديدها في أشعة موجهة.
على سبيل المثال : أجهزة التلفاز المبنية على أنبوب الأشعة المهبطية تستخدم معجل سرعة بسيط , يعمل على تعجيل الإلكترونات بإتجاه الشاشة وهو ما يعرف بالآنود .
* يوجد نوعان من معجلات السرعة: المعجلات الخطية أو المستقيمة و المعجلات الدائرية. ويشار إلى المعجلات المستخدمة كمصادمات للجسيمات بمحطمات الذرة (بالإنجليزية: atom smashers)
معجل خطي من نوع فان دي جراف لتسريع الإلكترونات حتى طاقة 2 ميجا إلكترون فولت أثناء عمليات الصيانة. عند تشغيله فلا بد من إخلاء المكان من العاملين حتى لا يصابوا بالإشعاع.
مثال على المصادمات يوجد بمدينة جينيف قامت ببنائه حديثا المنظمة الأوروبية للبحث النووي وهو مصادم الهدرونات الكبير.
أصبح بعدُ لِمُصادم الهادرونات الكبير (LHC) الذي بدأ تشغيله في المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن" عام 2008، خلفا يُدعى المُصادم الخطّي الدّولي (ILC)، الذي يُفترض أن يُدشّن في غضون خمسة عشر عاما باليابان على الأرجح. ولكن هذا لا يعني بالضرورة نهاية المركز الواقع على الحدود السويسرية الفرنسية، لأن مساعي الكشف عن أسرار المادة لا يمكن أن تُبذل إلا بتظافر الجهود على المستوى العالمي.
المُصادم الخطّي الدّولي (ILC) بات جاهزا على الورق. هذه الآلة الجبارة الجديدة هي ثمرة دراسات استمرّت عشرة أعوام، شارك فيها أكثر من 1000 عالم ومهندس من حوالي 100 جامعة ومختبر في أزيد من 20 بلدا.
وقد تمّ رسميا يوم 12 يونيو 2013 تسليم تصميمات بنائه إلى مجلس اللّجنة الدولية لمُسـَـرِّعات المُستقبل. وأقيم حفل بهذه المناسبة تمت متابعته عبر الاتصال بالفيديو في كلٍّ من جامعة طوكيو اليابانية، ومركز "سيرن" السويسري الفرنسي، ومختبر "فيرميلاب" بشيغاكو الأمريكية، وهي ثلاثة مواقع علمية بارزة في مجال فيزياء الجسيمات.
وسيتكوَّن المُصادم الخطّي الدّولي من مُسرِّعين خَطِّيين مُتقابلـيْن. وسيُحدَث بداخله تصادم الإلكترونات والجسيمات المضادة لها (البوزيترونات)، المشحونة جدّا بالطاقة. هذه التصادُمات ستجري في قلب كاشفات وسط الجهاز الذي يمتدّ على طول 31 كيلومترا. وعند أقصى سرعة، ستلتقي حزم الإلكترونات والبوزيترونات 7000 مرة في الثانية الواحدة. وستحتوي كل حزمة على 20 مليار جُسيمة تتركّز في مساحة أدقّ بكثير من سُمك شعرة، وبالتالي فإن معدل الاصطدام سيكون مرتفعا جدا.