خطــر المـــواد المشعـــة
خطر المواد المشعة ـ النشاط الإشعاعي ، أنواعه ، طرق انتفاله ، قياسه ، الحماية منه ، ...
لقد أصبح للمواد ذات النشاط الإشعاعي استخدامات كثيرة في
مختلف قطاعات الحياة كالطب والصناعة والزراعة والمجال العسكري والبحوث والدراسات العلمية،
وقد لجأت العديد من الدول إلى الاستفادة من الطاقة الذرية، بإنشاء المحطات النووية
لتوليد الطاقة وهي في ازدياد ملحوظ في كثير من دول العالم.
وبالرغم من الفوائد الكثيرة لهذه الإشعاعات، فأن لها
أضرار وأخطار على حياة الإنسان وعلى البيئة بحكم نوعية الحوادث الإشعاعية والنووية
التي يمكن أن تحدث نتيجة الاستعمال السيئ أو الخطأ البشري.
ونظرا ً للطفرة
والتقدم التكنولوجي التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، والتي أصبحت كثيرة
التداول وفي ازدياد مستمر، وأصبح الخطر على الدول المجاورة التي لاتملك مثل هذه المفاعلات،
وذلك لقربها من الدول ولموقعها الجغرافي، كما حدث في المفاعل النووي في تشرنويل،
واكتشاف نسبة المواد الإشعاعية في الدول المجاورة، وسوف نستعرض في هذا الموضوع،
المعطيات العامة حول الإشعاع وكيفية الحماية والوقاية من نشاطه.
الإكتشاف
في عام 1895 اكتشف بيكربل Becquerel أن أملاح اليورانيوم تنبعث
منها إشعاعات تؤثر في اللوحة الفوتوغرافية، وقد اهتمت مدام كوري وزوجها بهذه الظاهرة
وقاموا بتجارب عدة على معدن البتشيلند Bitchl lende وهو
احد خامات اليورانيوم، وتمكنا من اكتشاف وفصل عنصرين هامين من هذا الخام وهو الراديوم
والبوليونيوم.
وقد سميت المواد التي تنبعث منها هذه الإشعاعات بالمواد
ذات النشاط الإشعاعي، وينبعث من هذه المواد ثلاث أنواع من الإشعاعات سميت بالحروف
الأولى من أحرف الهجاء اليونانية وهي (الفا – بيتا- جاما) وهذه الإشعاعات تختلف في
خواصها وقوة نفاذها، ويتعرض الإنسان خلال حياته اليومية لنوعين من هذه الإشعاعات
(الإشعاعات المؤينية وغير المؤينة).
أنواع النشاط الإشعاعي
النشاط الإشعاعي يتمثل في إطلاق جسيمات لإشعاعات الفا وبيتا وجاما:
أ. إشعاعات جسيمات الفا- Alpha Particles:
وهي عبارة عن جسيمات ثقيلة مشحونة كهربائيا ً بشحنة موجبة تتحرك في خط مستقيم وتنبعث عن ذرات العناصر الثقيلة مثل الراديوم واليورانيوم ذات قدرة محدودة على اختراق الحواجز ومنها سطح جلد الإنسان ويمكن إيقافها كليا ً بواسطة قطعة من الورق، ليس لها أضرار خارجية على انه إذا دخلت داخل الجسم سواء عن طريق التنفس أو تناول الطعام أو الشراب فإن آثارها الضارة تبدأ، وتمثل بذلك خطرا ً إشعاعيا ً لا يستهان به.
ب. إشعاعات جسيمات بيتا- Bate Particles :
وهي عبارة عن الكترونات ذات شحنة سالبة وقدرتها أعلى من إشعاعات الفا على اختراق الموانع ولها القدرة على اختراق أنسجة جسم الإنسان ومواد أخرى وأكبر قدرة من أشعة الفا بألف مرة وأسرع بثمان مرات، ويمكن وقف نفاذها بشريحة من مادة الرصاص أو الألمنيوم سمكها (2ملم) وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية وليست أجسام ذات سرعة عالية ولها القدرة على النفاذ ولا يمكن إيقافها بل يمكن أضعافها فقط.
ج.إشعاعات جاما- Gammas Particles وتعتبر خطيرة جدا ً على جسم الانسان، أي أنها اخطر من إشعاعات الفا وبيتا لقدرتها الكبيرة على اختراق أنسجة جسم الإنسان، والمواد الأخرى من مسافة بعيدة.
ولمنع اختراق هذه الأشعة يعتبر معدن الرصاص اقدر معدن على اضعاف إشعاعات جاما.
الأشعة السينية
وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية ذات طول موجي قصير ولهذه الأشعة القدرة التي تفوق أشعة جاما في اختراق جسم الإنسان والمواد، فهي الأكثر تطورا ً وأكثر الأنواع استعمالا ً في مجالات الطب، والحماية منها باستخدام دروع واقية سميكة من مادة ذات كثافة عالية من الرصاص.
الأشعة غير المؤينة :
وهي مثل الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والضوء والحرارة.
والفرق بين الإشعاعات المؤينة ( النووية) وغير المؤينة.
هو أن الإشعاعات المؤينة لها القدرة على إحداث تغييرات ويمكن أن تظهر هذه التغيرات في جسم الإنسان كآثار مرضية
تعتبر الطبيعة بالنسبة لمعظم الكائنات الحية أكبر مصدر للتعرض الإشعاعي، مثل: الأشعة الكونية وهي التي تصل إلى الأرض من الفضاء الخارجي ومن الشمس، والعناصر المشعة في الطبيعة والتي توجد في القشرة الأرضية، ومواد البناء، والماء والهواء كذلك يعتبر غاز الرادون من أهم الإشعاعات الطبيعية ، ويتسرب غاز الرادون من التربة إلى السطح، وتتفاوت مستويات تركيز هذا الغاز في الهواء من مكان إلى أخر، كما أن تآكل طبقة الأوزون يزيد من خطورة هذه الأشعة على الإنسان
يتعرض الإنسان للإشعاع عند تشخيص وعلاج بعض الأمراض وذلك نتيجة الكشف والعلاج بالأشعة، وأيضا من الأسباب التي تعرض الإنسان لهذه الإشعاعات مشاهدة التلفاز الملون، السفر بالطائرات، بعض الساعات الفسفورية، أجهزة فحص الحقائب في المنافذ، أجهزة الإنذار من الحريق المثبت في المباني مثل أجهزة كشف الدخان والحرارة فسكان المجتمعات الحديثة معرضون دائما ً لموجات كهرومغناطيسية من صنع الإنسان بترددات مختلفة ومستويات متفاوتة في الشدة، ويمكن أن تصدر هذه الموجات من خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وأفران الميكروويف، وأجهزة الاتصال الجوالة والمحطات القاعدية لنظام الهاتف الجوال، وشاشات الحاسب الآلي ، وأجهزة العلاج الطبيعي المستخدمة في المستشفيات، ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني وأجهزة الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية.
- التسرب من المفاعلات النووية نتيجة خطأ بشري
- التفجير والتجارب النووية والحروب.
- تواجد الإنسان بالقرب من أماكن تخزين نفايات مشعة.
- الحوادث المختبرية.
انتقال التلوث الإشعاعي عن طريق الهواء :
يعتبر الانتشار الجوي من أهم عوامل انتقال المواد المشعة نتيجة الحوادث أو قرب المنشآت النووية من الحدود الإقليمية والدول المجاورة، والذي يؤثر مباشرة على الإنسان نتيجة الهواء الملوث بالإشعاع وتساقط الغبار الذري على الأرض ومصارد المياه ويترتب على ذلك تلوث المواد الغذائية والمياه بالموارد المشعة المؤثرة على صحة الإنسان.
كذلك هناك العديد من العوامل غير المباشرة لانتقال المواد المشعة إلى الإنسان نتيجة تلوث البيئة بالملوثات الإشعاعية، وتركيزها في المواد الغذائية أو في الأنهار ومناطق صرف المياه
وسيلة الكشف وتحديد المادة المشعة :
يعتبر عداد جيجر من الأجهزة المستخدمة للتعرف على مصدر وجود المادة المشعة وهذا الجهاز مفيد جدا ً وخاصة ً لرجال الإطفاء والدفاع المدني، والجنود لتحديد النشاط الإشعاعي.ويعمل هذا الجهاز على هيئة نبض أو صوت منبه.
قياس مستوى الإشعاع :
تقاس جرعات الإشعاع بوحدة الرونتجن أو الراد.
في انجلترا مثلا ً معدل الاستقبال الفردي للإشعاع 10/1 من الراد السنوي.
أي أن الفرد العادي يستقبل خلال 70 عاما ً 7 راد، وفي هذا المستوى لا تظهر على الشخص أي أعراض، إلا أن الأعراض تظهر في حالة تعرض الجسم لنسبة 150 راد من الإشعاع وتعتبر حالة تعرض الجسم لنسبة 450 راد حالة خطرة (Lethal Dose)
لا يستطيع الجسم إصلاح أو استبدال الخلايا التالفة مما يؤدي إلى تقليل الدم وتساقط الشعر.
الخطر والتأثيرات الإشعاعية المبكرة :
يحدث الخطر بعد بضع ساعات إلى أسابيع من التعرض لجرعة عالية من الإشعاع، وحيث يستنزف عددا ً كبيرا ً من خلايا أعضاء جسم الإنسان مسببا ً تدميرها ويكون تأثيرها على الإنسان بإصابته بالغثيان ـ التقيئ ـ نقصان كريات الدم البيضاء.
التأثيرات الإشعاعية المتأخرة :
ومن مظاهرها الإصابة بالإمراض الخبيثة وحدوث عتام للعين.
وهي التي تنتج عن التلف في الخلايا التناسلية ويحدث تغير بالطفرات الوراثية في المادة الوراثية للخلية، ومازال سكان مدينتي هيروشيما ونيازاكي، يعانون من أثر القنبلة الذرية التي ألقيت عليهم، وذلك بحدوث تشوهات في الأجنة.
الحماية من النشاط الإشعاعي :
يتعرض الإنسان إلى نوعين من الخطورة، وهو (خطر الإشعاعي الداخلي، وخطر الإشعاع الخارجي):
خطر الإشعاع الداخلي :
الحماية
والوقائية من الإشعاع الداخلي، تتمثل في منع دخول جزيئات أو غبار محمل بمادة مشعة
إلى داخل الجسم ، عن طريق التنفس أو تناول أغذية أو مياه ملوثة، أو عن طريق جروح
خارجية في جلد الإنسان.
وتشمل
الحماية الشخصية في ارتداء الملابس الواقية مثل أجهزة التنفس مجهزة بمرشحات
توضع على الوجه ، أحذية واقية ، قفازات وملابس واقية والامتناع عن تناول الأطعمة
أو شرب المياه الملوثة.
الحماية من النشاط الإشعاعي الخارجي:
يتعرض الإنسان للإشعاع الخارجي نتيجة اختراق الأشعة مباشرة إلى جسم الإنسان من المصادر المشعة.
الحماية من الإشعاع الخارجي تعتمد على العوامل التالية:
المسافة /Distance: كلما كانت المسافة بين المصدر وجسم الإنسان بعيدة تقل الخطورة وتزداد درجة الأمان، وكلما قرب الإنسان من المصدر ازداد المعدل بشكل ملحوظ ، وازدادت الخطورة.
التغليف/ :Shielding:تعتمد الحماية بالتغليف على كثافة وسمك الغلاف المستخدم وكلما ازداد السمك والكثافة ازدادت درجة الأمان.
عامل الوقت/ Time:الحماية الزمنية هي احتياط واجب حيث أنه كلما مضت مدة على التلوث الإشعاعي قلت قيمة الجرعة المستقبلة على النشاط الإشعاعي.
التدابير اللازمة لردع أخطار الإشعاع :
الإعداد لمواجهة الحادثة
وهي مرحلة الاستعداد قبل حدوث الحادث وذلك باتخاذ جميع التدابير وتوفير جميع الاحتياجات الضرورية للحيلولة دون وقوع الكارثة أو تخفيف من أثارها، وهناك إجراءات يتعين اتخاذها في الأوضاع الطبيعية
إنشاء شبكة الرصد:
تكون موزعة توزيعا ً جغرافيا ً يغطي جميع مناطق البلاد ومن جميع الجهات، وذلك لرصد أي نشاط إشعاعي فوق المعدل أو تغيير طارئ في المستويات الإشعاعية البيئية.وأن تكون تلك المحطات مرتبطة ومزودة بوسائل إرسال المعلومات والإنذار المبكر، إلى المركز الوطني للكوارث أو غرف العمليات.
الإنذار المبكر:
الإنذار المبكر له دور مهم وأساسي لمواجهة أي خطر، ولاتخاذ الإجراءات الاحترازية والاستعدادات الوقائية لحماية الناس، وغالبا ً ما يقع الحادث من غير أن تكون هناك فرص كافية للإنذار المبكر وتكون فترة الإبلاغ قصيرة، مما يؤثر على مرحلة الاستعداد الوقائي.
التخطيط:
يجب وضع خطة مدروسة واضحة المعالم والأهداف وأن التخطيط المسبق له دور كبير في تخفيف آثار الحادث والتقليل من تداعياته.
التنسيق:
التنسيق المسبق بين الجهات ذات العلاقة بحوادث الإشعاعات له دور كبير ومهم، وذلك لتحديد مسئولية كل جهة ودورها وذلك حتى لا يكون هناك غموض وتداخل في المسؤولية وأن التنسيق السليم مطلب أساسي في إدارة الحوادث.
التوعية الوقائية:
إن لتوعية المواطن بالمخاطر التي قد يتعرض لها دور إيجابي لحماية نفسه والمشاركة في الوقاية الجماعية، وتعتبر التوعية الوقائية المسبقة إحدى أهم العناصر التي يجب الإعداد لها إعدادا ً سليما ً وذلك وفقا ً لبرامج توعوية وتشخيصية للحماية ولتجنب مخاطر الكارثة أو التقليل والتخفيف من آثارها.
التمارين والتدريبات الوهمية:
إن إعداد التمارين والتدريبات الوهمية المشتركة يرفع من درجة الاستعداد لمواجهة الحوادث والحالات الطارئة والقدرة على التنسيق بين الجهات الحكومة وغير الحكومية، والتغلب على جميع العوائق ووضع الحلول لها، لرفع درجة الاستعداد والتأهب لمواجهة الحالات الطارئ.
التجهيزات:
إن توفير الأجهزة والمعدات، الخاصة في التعامل مع المواد المشعة، له أهمية كبيرة في تقليل آثار الحادث وتؤمن تلك الأجهزة السلامة العامة لمن يباشر العمل في الأماكن التي تنشط فيها المواد المشعة، كرجال الدفاع المدني، والجنود، والعاملين في المنافذ والمطارات.
الفحص للمواد الغذائية:
فحص المواد الغذائية المستوردة عن طريق المنافذ سوى المطار والموانئ، والمعابر الحدودية، وذلك للتأكد من خلوها من النشاط الأشعاعي، حيث أن عدم فحص المواد الغذائية قد تدخل إلى البلاد مواد غذائية ملوثة بالإشعاع، وقد يتناولها الناس دون علم بما تحتويه هذه الأغذية من خطورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع منقول
شارك زملاءك من الزر أدناه لتصلكم مواضيعنا القادمة إن شاء الله تعالى
شارك زملاءك من الزر أدناه لتصلكم مواضيعنا القادمة إن شاء الله تعالى